 |
| روحي تصرخ |
روحي تصرخ | الكاتبة مريم مجدي
أقف صامد كالـصخر عيناي لا تذرف دمعة واحدة على الأقل نظراتي خاوية ليس بها روح أو مشاعر خالية تمامًا ولكن كل هذا بـالخارج بينما بـالداخل، روحي تصرخ صراخًا يصدح بـأركان جسدي لـيتهز قلبي بـقوه على فراق أحد أحبائه ويا ليته أي أحد فـهو صديقي ورفيقي التي كبر معي وكان بـجانبي ظهره بـظهري، كان معي بـكل خطوة لم أفعل شيء من دون مشورته، كان أخي الذي تمنيته دائمًا من الله وبعد أن رزقني به لـتدلف السعادة على قلبي يختفي بـدون سابق إنذار حتى قبل توديعي، فنحن كنا معًا قبل ذهابه نتحدث عن ذكرياتنا والخطط التي نحضرها لـفعل الكثير في الأيام القادمة، ولكن كل هذا تبخر كـالسراب و تبدلت هذه السعادة بـحزن وألم لم يتحمله قلبي لـينزف دمًا على هذا الفراق اللعين .
الأن الجميع يعانقني ويخبرني بأن أتحمل وأدعو له، حسنًا سأفعل ولكنِ أريده، هو من كان يعانقني عِند بكائي هو من كان يحتويني عِند ضعفي هو من كان عكازي في هذه الحياه هو الذي أخذ بـيدي من الظلام إلى النور هو من كان يزيل دموعي ويخبرني بـكلماته لـتسقط على قلبي كـالبسلم لـترطبه وتزيل أي ألم، ولكنِ الأن لا أستطيع ذرف دمعة وكيف سأفعل وأنا أعلم أنه لم يزيلها لي، كيف أبكي وانا أعلم أنه لن يعانقني ويربت على ظهري ويخبرني أن كل شيء سـيكون بخير، كيف سأكمل بـحياتي وهو ليس موجودًا بها
الجميع يظن أنني قوي ومتحمل الأمر، ولكنهم غافلين عن يدي التي ترتعش وهي تتلقي يداهم في سلام بارد، غافلين عن النار المشتعله بـقلبي وعدم قدرتي على إطفائها، غافلين عن قدماي التي لم أشعر بها وأشعر على أقتراب خُذلها لي لأسقط، غافلين عن أنهياري التي أشعر به وحدي فـالذي كان يشعر بي دون أن أتحدث فـلم يعد له وجود !
تعليقات