U3F1ZWV6ZTE5OTY3NjY2NDk0NjMxX0ZyZWUxMjU5NzMzMDY0NjAwNQ==

يا له مِن قدر بقلم الكاتبة مريم مجدي

يا له مِن قدر 


يا له مِن قدر بقلم الكاتبة مريم مجدي 

 أسير بـخطوات شبه راكضة وبـيدي طرف ثوبي الوردي لأتحركـ بسرعة أكبر فأنا متأخرة على موعدي مع المرضى الذين بالتأكيد غاضبون بالأعلي من تأخيري، لأدلف المصعد على أخر دقيقة لأخذ أنفاسي بقوة ويدي تضغط على الدور الرابع، ولكنِ توقفت عن التنفس لـدقيقة لـرؤيتي للـمصعد يُفتح من جديد وتدلف فتاة ترتدي بنطال قماشي أسود مع كنزة بيضاء وتحيط خصلاتها بـحجابها الأسود و بعض الخصلات منسدلة من أسفله كعادة البعض، أنها هي !! 
أبنة عمي، لا صديقتي، لا أختي، أنها "مها" التي من المفترض أن تكون كل ذلكـ ولكنها الأن لا شيء، وقفت بجانبي لـألاحظ عدم أختيارها لـدورًا أخر، لأنظر لـباب المصعد الذي يُغلق لـأعتدل بـوقفتي دون معايرتها أي أهتمام، ولكني قبضت على قبضة يدي لـشعوري بـالغضب عِند إستماعي فقط لـصوتها ..
مها:
-كيف حالكـ يا أبنة عمي؟
لأرد بدون النظر لها: 
- هل مازلتِ تتذكرين أن لكِـ أبنة عم من الأساس؟
مها:
- بلا
لـتتوقف عن الحديث لـشعورنا بأهتزاز المصعد بـبعض القوه ثم سكونه، يا الله هل كان يجب أن يُعطل الأن، لأزفر بـضجر من هذا المأزق التي أصبحت به، ماذا أفعل الأن وأيضًا المرضي المنتظرين بالأعلى ماذا أفعل بهم، لأخرج هاتفي من حقيبتي وتحدثت مع مساعدتي وأخبرتها بما حل بي لـتخبرني بأنها سـتتواصل مع حارس البناية وتعلم ماذا هناك وأيضًا ستخبر المرضى وتجعلهم ينتظرون، لأغلق معها الخط وأنظر أمامي دون التفوه بشيء !!
مها:
-هل تعتقدين أنها أشارة من الله بأن علينا التحدث في أمر علاقتنا ؟
= لقد شعرت بـنبرتها بـشىء من المكر كـعادتها 
لأنظر لها وأنا أتحدث بـبرود :
- نتحدث في ماذا، هل تريدين أن نتحدث في شيء مر عليه أكثر من سبع أعوام؟ هل تمزحين معي !
مها : 
- ماذا حدث لكل هذا، فأنا كُنت أمزح معكـ دومًا لكنكـ في كل مرة كُنتِ تأخذين الأمر بـشكل جدي 
= ها هي تتحدث بـأستفزازها المُعتاد 
لأرد عليها بـسخريه: 
تمزحين !! هل تعتقديني هذه الصغيرة ذات الضفائر التي كانت من كلمة منك تركض وهي تبكي، أو التي صدقتكـ عندما أخبرتيها بأن لا أحد يحبها وفقط يحبوكِـ أنتِ، التي صدقتكـ عِند إخباركـ لها بأنها قبيحة وليس بها شيئًا جميلًا وهكذا يقول الأخرون عليها، هل تعتقديني الفتاة التي جعلتيها منبوذة من الجميع لـتصبح إنطوائية!، لا يا عزيزتي أنا لستُ هذه الفتاة ولكن يبدو أن تفكيركـ مازال كما كنتِ في التاسعة من عمرك ولم ينضج مع نُضج عمركـ
مها بـكره شعرت به من حديثها ونظراتها تجاهي:
- لا صدمتيني حقًا، فأنتِ ذكية كُنت أعتقدكـ حمقاء، ولكنكـ محقة في حديثكـ، فأنا فعلت كل هذا عن قصد، حتى يبتعد عنكـ الجميع لـتبقين وحدكـ، حينها تجديني أنا فقط بـحياتكـ لأستطيع أن أفعل بكِـ ما أريد حتى يزداد بُعد الأخرين عنكـ
لأرد عليها بأندهاش:
لماذا تكرهيني هكذا، ماذا فعلت بكِـ حتى تحملين ليـ كل هذا الكره بـقلبكـ تجاهي، لم أذيكي يومًا ولا أردت لكِـ شيئًا سيئًا، فـلماذا تكرهيني هكذا؟
مها بـغضب:
- بل فعلتِ !، بـجمالكـ وطيبتكـ كنتِ تجعلين الجميع يريد اللعب والوجود مِعكـ لكن أنا لا كان الجميع يحبكـ، لديكِـ كل شيء من مال وملابس وأجهزة وذكاء لـتتفوقين علي، مهما كًنت أفعل من دراسة لأتفوق عليكِـ ولكني لم أستطيع، كُنت أشعر بالجنون عِند رؤيتي لكِـ مع أصدقاء يحبوكِـ أو رؤيتي لـجمالكـ الطبيعي وملابسكـ برغم بساطتها إلا وأنها تجعلكـ أميرة! بينما أنا كُنت أضع الكثير من المستحضرات التجميل وأرتدي مختلف الملابس من أشكال وألوان ولكني لم أصل إلى جمالكـ ! لماذا ها، لماذا أنتِ؟
لأنظر إليها بـشفقة:
- لا أعلم ماذا أخبركـ، ولكنـ حزينة عليكِ وإلى ماوصلتِ إليه من كره وحقد، وولكنِ سأخبركـ لماذا لما تصلي إلى ما أنا فيه الأن، لأني لم أكره أحد يومًا أو شعت بالغيرة تجاه أحدهم أو نظرت بـحقد إلى نجاح الأخرين، فأنا كُنت أفعل ما أراه مناسب لي فقط وليس لأتفوق على أحد، علمتِ لما يراني الأخرين عِنكـ لأنكِـ لا ترين أحد غيركـ !
= كادت أن ترد علي ولكننا شعرنا بـالمصعد يتحركـ مرة أخرى، لأزفر بـقوه فقد كان حديث حاد حقًا، لأجده يقف في الدور المنشود لأتوجه إلى عيادتي النفسية سريعًا ثم إلى غرفتي الخاصة لأخبر مساعدتي بأن تجعل أول مريض يدلف، وبينما كُنت أعدل ياقة سترتي الطبية شعرت بأحد يدلف الغرفة لألتف بأبتسامة مشرقة كـعادتي لـتتلاشى ببطىء لـرؤيتي لها مرة أخرى !
 يا له من القدر!
"يـاقـوت'🦋"

تعليقات
تعليق واحد
الاسمبريد إلكترونيرسالة