جمهورية الصين الشعبية (PRC)، هي دولة سيادية في شرق آسيا. وتعتبر من أكثر البلدان اكتظاظاً بالسكان، حيث يبلغ عدد سكانها أكثر من 1.35 بليون نسمة. جمهورية الصين الشعبية هي دولة حزب واحد يحكمها الحزب الشيوعي الصيني، ويقع مقر الحكومة في العاصمة بكين.[19] للصين ولاية قضائية على 22 مقاطعة، خمس مناطق حكم ذاتي، أربع بلديات تحت الادارة المباشرة (بكين، تيانجين، شانغهاي وتشونگچينگ)، ومنطقتين اداريتين خاصتين يتمتعان بقدر كبير من الحكم الذاتي (هونگ كونگ ومكاو)؛ وتطالب الصين بالسيادة على تايوان.
بمساحة تبلغ 9.6 مليون كيلومتر مربع، تعتبر الصين ثاني أكبر بلد في العالم من حيث مساحة الأراضي،[20] وثالث أكبر بلد في العالم من حيث إجمالي المساحة، حسب طريقة القياس.[ز] تتمتع الصين بطبيعة شاسعة ومتنوعة، من سفوح الغابات وصحراء گوبي وتاكلاماكان في الشمال القاحل إلى الغابات شبه الإستوائية في الجنوب المطير. تفصل سلاسل جبال الهيمالايا، كاراكورام، پامير وتيان شان الصين عن جنوب ووسط آسيا. نهر يانگتسه والنهر الأصفر، ثالث وسادس أطول نهرين في العالم، يجريان من هضبة التبت إلى الساحل الشرقي المكتظ بالسكان. الساحل الصيني المطل على المحيط الهندي يمتد بطول 14.500 كم، ويحده بحر بوهاي، البحر الأصفر، بحر الصين الشرقي، والجنوبي.
الصين هي مهد الحضارات، حيث يبدأ تاريخها المعروف بحضارة قديمة - واحدة من أقدم حضارات العالم - والتي ازدهرت على حوض النهر الأصفر الخصيب في سهل الصين الشمالي. لألف عام، كان النظام السياسي الصيني يعتمد على الملكية الوراثية، والمعروفة باسم الأسرات، والتي بدأت بأسرة شيا الشبه-أسطورية على حوض النهر الأصفر(c. 2800 BCE)[citation needed]. منذ عام 221 ق.م، عندما غزت أسرة تشين العديد من الدويلات من الامبراطورية الصينية، توسعت البلاد، تفتت وتوحدت عدة مرات. أطاحت جمهورية الصين بآخر الأسرات عام 1911، وحكمت البر الصيني حتى عام 1949. بعد الحرب العالمية الثانية، هزم الحزب الشيوعي الكومنتانگ الوطني في البر الصيني وأسس جمهورية الصين الشعبية في بكين في 1 أكتوبر 1949، ونقل الكومنتانگ مقر حكومة جمهورية الصين إلى عاصمتها الحالية تايپـِيْ.
منذ الألفي سنة الماضية، تمتلك الصين الاقتصاد الأكبر والأكثر تعقيداً في العالم، والتي شهدت خلالها فترات من الازدهار والتراجع.[21][22] منذ إدخال الاصلاحات الاقتصادية عام 1978 أصبحت الصين واحدة من أسرع البلدان نمواً في العالم. في 2014، كانت الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم حسب ن.م.إ. الاسمي والأكبر حسب القدرة الشرائية المتعادلة (ق.ش.م). تعتبر الصين أيضاً أكبر مصدر وثاني أكبر مستورد سلع في العالم.[23] الصين هي دولة أسلحة نووية متعرف بها وتمتلك أكبر جيش في العالم، وثاني أكبر ميزانية دفاع في العالم.[24][25] أصبحت جمهورية الصين الشعبية عضواً في الأمم المتحدة منذ 1971، عندما حلت محل جمهورية الصين كعضو دائم في مجلس الأمن الدولي. كما أن الصين عضواً في العديد من المنظمات الرسمية والغير رسمية متعددة الجنسيات، منها منظمة التجارة العالمية، التعاون الاقتصادي لآسيا والهادي، البريكس، منظمة تعاون شانغهاي، منتدى التعاون الاقليمي لبنگلادش-الصين-الهند-ميانمار ومجموعة العشرين. تعتبر الصين قوة عظمى وقوة اقليمية رئيسية في آسيا، وتعرف كقوة عظمى محتملة من قبل عدد من المنافسين
تُشتق لفظة "تشينا China" من الكلمة الفارسية "چین" (نقحرة: تشين)، وهي أيضًا أصل جميع المسميات الأوروپية المعاصرة لتلك البلاد، ويرجع الفضل في إيصال هذا اللفظ إلى أوروپا، إلى الرحّآلة البندقي ماركو پولو.[30][31] بالمقابل تجد اللفظة الفارسية أصلها في الكلمة السنسكريتية "تشيناس"[32] (بالسنسكريتية: चीन)، وهو الاسم الذي استخدم للصين في بلاد الهند منذ حوالي سنة 150.[33]
قال عدد من المؤرخين والخبراء اللغويين بأصول مختلفة لكلمة "الصين"، لكن أبرز تلك النظريات وأكثرها شيوعًا، هي التي قال بها المؤرخ الإيطالي "مارتينو مارتيني"، ومفادها أن "China" مشتقة من اسم دولة "تشين Qin" (秦)، وهي أقصى الممالك غرباً في عهد أسرة ژو التي وحدت الصين لتشكل أسرة تشين.[34] إلا أن آخرين يقترحون أصولاً أخرى لكلمة "تشينا".[35][36]
تنص مخطوطة "مهابهاراتا" الهندوسية،[37] و"مجموعة قوانين مانو"، أن بلاد "تشيناس" تقع شرق الهند، وراء الحدود التبتية البورميّة.[38] من التفسيرات الأخرى لأصل اسم هذه المنطقة، ما قيل بأنها مُشتقة من الاسم الذي أطلقه شعب مملكة "يلانگ" القديمة على أنفسهم، حيث كتبوا أنهم "زينيّون" وبلادهم هي "زاينا".[39]
قع جمهورية الصين الشعبية في الجزء الشرقي من قارة آسيا، وعلى الساحل الغربي من المحيط الهادي. تبلغ مساحتها 9.6 مليونتتتت كيلومتر مربع، وهي بذلك ثالث بلدان العالم مساحة.
تبدأ حدود الصين في أقصي الشمال من الخط المركزي لنهر هـِيْلونگ شمال بلدة موخه (خط عرض 30 53 درجة شمالا)، أما حدودها في أقصي الجنوب فهي حيد تسنگمو البحري من طرف جزر نانشا الجنوبي (خط عرض 4 درجات شمالا)، وتمتد أكثر من 49 درجة من خط العرض. في الشرق تمتد من ملتقى نهر هيلونگ ونهر ووسولي (خط طول 135،5 درجة شرقا)، وأقصاها في الغرب هي هضبة پامير (خط طول 73،40 درجة شرقا)، وتمتد أكثر من 60 درجة من خط الطول. والمسافة من كل الجنوب إلى الشمال ومن الشرق إلى الغرب أكثر من 5000 كيلومتر.
تمتد حدود الصين البرية 800ر22 كيلومتر، ويبلغ طول سواحل الصين حوالي 18 ألف كيلومتر. أراضي سواحلها منبسطة وعلى هذه السواحل موانئ ممتازة كثيرة ومعظمها مفتوح طول السنة. يحيط بالبر الصيني بحر بوهاي والبحر الأصفر وبحر الصين الشرقي وبحر الصين الجنوبي في الشرق والجنوب. وتبلغ المساحة البحرية الصينية 73ر4 مليون كيلومتر مربع. وبحر بوهاي هو بحر داخلي صيني، أما البحر الأصفر وبحر الصين الشرقي وبحر الصين الجنوبي فهي على أطراف المحيط الهادي.
وتتناثر في مناطق الصين البحرية 5400 جزيرة، أكبرها جزيرة تايوان ومساحتها 36 ألف كيلومتر مربع. وتليها جزيرة هاينان ومساحتها 34 ألف كيلومتر مربع. وتقع جزيرة دياويو وجزيرة تشيوي شمال جزيرة تايوان الشرقي في أقصى شرق الصين. وينتشر على بحر الصين الجنوبي عدد كبير من الجزر الكبيرة والصغيرة والحيود البحرية والجزر الرملية يطلق عليها جزر بحر الصين الجنوبي، وهي مجموعة جزر تقع في أقصى جنوب الصين وتعرف حسب اختلاف مواقعها بجزر دونگشا وجزر شيشا وجزر تشونگشا وجزر نانشا.
تعتبر الصين ثالثة دول العالم من حيث المساحة بعد روسيا وكندا. تتنوع الأقاليم المناخية بسبب اتساع رقعتها من أقاليم شبه قطبية في الشمال إلى أقاليم استوائية في الجنوب، ومن مناطق سهلية خصبة في الشرق إلى صحارٍ قاحلة في الغرب. تُقسم الصين إلى ثماني مناطق جغرافية. وتزدحم معظم أراضيها بالسكان. تحمي غاباتها الجبلية ما تبقى من الحياة البرية في الجهة الشرقية من مرتفعات التبت التي تضم دب الپاندا والقردة الذهبية وحيوان الطاكني.
الأفق والمناخ
تضم الصين عدة أقاليم مناخية بسبب اتساعها وتنوع تضاريسها. وتظهر أكثر الظروف المناخية تطرفًا في صحراء گوبي وصحراء تكلامكان، إذ يمكن أن تجاوز درجة الحرارة فيها 38°م أيام الصيف. وتنخفض إلى -34°م ليلاً في فصل الشتاء. تهب على الصين في فصل الشتاء رياح جافة باردة تثير زوابع محملة بالغبار. تسقط معظم أمطار الصين صيفًا. وتسقط نسبة 80% من الأمطار بين شهري مايو وأكتوبر. أما الصيف فهو حار رطب في النصف الشرقي من الصين، إذ يبلغ معدل درجات الحرارة 27°م في معظم أجزاء الصين.
أما نسبة سقوط الأمطار فإنها تقل عمومًا عن 100سم سنويًا، بمعظم الأنحاء الشمالية، و114سم في شنغهاي. لا تشهد الصين تساقط ثلوج إلا في الشمال، وعلى فترات متقطعة وبشكل خفيف.
الجغرافيا الطبيعية
مرتفعات التبت
تقع هذه المرتفعات في جنوب غربي الصين، وتحيط بها مجموعة جبال الهملايا من الجنوب وجبال البامير من الغرب وجبال كونلون من الشمال. وقمة إيفرست أعلى قمم العالم، ويبلغ ارتفاعها 8,848 م فوق سطح البحر جنوبي التيبت. تعاني التيبت من القحط والبرد القارس. ومعظم أراضي المنطقة صخور قاحلة ما عدا مساحة ضيقة تصلح للرعي في الأراضي المنخفضة.
مرتفعات زنجيانج ـ منغوليا
تحتل هذه المرتفعات المناطق الصحراوية من شمال غربي الصين، وهي غنية بالأملاح المعدنية، ويقل فيها عدد السكان لبعدها ووعورة أراضيها. وتوجد فيها قمم جبلية يزيد ارتفاعها على 6,100م فوق سطح البحر، وفيها أكثر الصحاري جفافًا. كما يوجد فيها أكثر البقع انخفاضًا عن مستوى سطح البحر في الصين.
مرتفعات الحدود المنغولية
تقع هذه المرتفعات بين صحراء جوبي والأراضي المنخفضة الشرقية. تُمارس فيها زراعات بسيطة لوجود رقعة زراعية غنية. وقد أحدثت مسيلات المياه في سفوحها انحدارات شديدة ووديانًا سحيقة بسبب نعومة تربتها.
المرتفعات الشرقية
تتألف هذه المرتفعات من شبه جزيرة شاندونج ومنشوريا الشرقية. ويوجد في شبه الجزيرة مرافئ جيدة ومخزون فحم كبير، وتوجد فيها أجود الغابات الصينية التي تزود البلاد بكميات كبيرة من الأخشاب، وهي تحاذي الحدود الروسية.
الأراضي الشرقية المنخفضة
تقع هذه الأراضي بين الحدود المنغولية والمرتفعات الشرقية، وتمتد جنوبًا إلى المرتفعات الجنوبية. ويتكون الإقليم من الشمال إلى الجنوب من السهل المنشوري وسهل الصين الشمالي. توجد في هذا الإقليم أفضل الأراضي الزراعية ومعظم المدن الكبيرة، كما توجد في السهل المنشوري الخصب كميات كبيرة من الفحم وخام الحديد. ومن أهم الحاصلات الزراعية لهذا الإقليم، القمح. سبق لهذه المنطقة أن تعرضت لعدة فيضانات مدمرة مما حدا بالناس إطلاق اسم أحزان الصين عليها. بسبب هذه الفيضانات قامت الدولة ببناء عدة سدود لتحول دون استمرار الفيضانات المدمرة في المنطقة.
المرتفعات الوسطى
هي منطقة جبلية تقع بين الأراضي الشرقية المنخفضة ومرتفعات التيبت. ترتفع قمم تلالها أكثر من 3,700م فوق سطح البحر قرب مدينة زيان. تزرع في هذا الإقليم حبوب القمح، وتمتاز مناطق أخرى من الإقليم نفسه بالرطوبة حيث يزرع الأرز الذي يشكل المحصول الرئيسي في البلاد.
حوض ستشوان
يقع هذا الحوض جنوبي المرتفعات الوسطى وهو منطقة جبال ووديان محاطة بقمم عالية. ويعتبر هذا الإقليم من أفضل المناطق الزراعية في الصين بسبب مناخه اللطيف وفصل النمو الطويل. وتعني كلمة ستشوان الأنهار الأربعة.
المرتفعات الجنوبية
تشمل المنطقة الجنوبية الشرقية من الصين، بما في ذلك جزيرة هاينان وسلسلة الجبال الجنوبية التي هي سلسلة خضراء. لا يوجد في هذا الإقليم منطقة سهلية سوى منطقة دلتا نهر زي جيانج (نهر الغرب)، الذي يشكل مع روافده خط المواصلات الجنوبي الرئيسي للصين. ويساعد المناخ الاستوائي والتربة العميقة على جعل الدلتا منطقة زراعية مناسبة. ولا توجد مناطق زراعية شاسعة لأن معظم أراضي الإقليم جبلية.
تعليقات